هنا مدخل إلى ينبوع الروح.. لا يمرر غير من تقبل الاختلاف

الاثنين، 9 ديسمبر 2013

الكارتون وأثر السقوط



لما كان القط يسقط فيتكسر كيف يلتئم في المشهد التالي ويكمل المغامرة؟! لماذا أنا مع كل سقطة أتكسر فأرقد طويلاً حتى يمكنني
التجمع من جديد؟! وربما تلتئم بعض الكسور تاركة علامات على السطح أو في الداخل، لتُبقي الذاكرة مشتعلة بدوي الصدمة.

حينما أتكسّر لا أعود بنفس الإصرار لأكمل المشهد التالي، ربما لا أعود أصلاً. كثيرًا ما تجاوزت بعض المشاهد المكتوبة فمررت عليها دون إتقانٍ للأداء من أثر السقطة، وقد أعود أيضًا بتكوين آخر. كانت صادقة تلك الحلقة لما تفكك القط وعاد فتركبت يداه موضع قدميه وذيله مكان رأسه؛ بالنسبة إليه انقلبت الحياة رأسًا على عقب.. كثيرًا ما أبحث عن رأسي فلا أجدها، أجدها محشورة بين ضلوعي يعبث بها قلبي كيفما شاء فأقاتل لأستعيدها فوق جسدي ولا أستطيع.

لما كان أحد بطلي الفيلم يمشي على السور فينتهي من تحته ويبقى في الهواء حتى ينتبه للفراغ حوله فيسقط، يتعلق بأحد النتوءات التي تُزاد على السيناريو دون مبرر سوى إنقاذ البطل، حتى أني أذكر أن الفأر مرة تعلق بعلامة استفهام خرجت من عقله.

ذات صباح صحوت مع موسيقى جنائزية ومراسم دفنك لأخرى.. لم تمهلني الحياة تلك اللحظة التي يفترض أن أنتبه فيها لقرار الأرض بالانتهاء تحتي، ربما كنت تشبثت بأي يد ممدودة أتوسدها لتخفف فقط وطأة السقوط حتى لو يرحل صاحبها بعد ذلك.
أفقت متكسرة على الأرض وأكملت المشهد بتكوين آخر، كان هناك جزء ناقص مني ربما ضاع ساعة الانكسار.

لما كان يحتدم الصدام ثم ينتصر أحد بطلي الفيلم على الآخر، كان يرق قلبه لما يرى عدوّه معشّقًا بالبرودة جائعًا وحيدًا، فكان ينسى كل المراوغات والنزاعات ويدعوه لدخول بيته.
لما رحل رفيق الأمس إلى آخرين راقصًا رقصات الموت، كان ينظر إليّ فقط ليطمئن أني ما زلت معلقة في أثر الذكرى وحدي.

لا يرق أعداؤنا لوحدتنا وحالنا البائسة، وكذلك الأصدقاء..

حينما يبالغ القط الخصم الأقوى في العداء كان الفأر تأتيه قوة خرافية، فيخرج النار من يده أو يتضخم فيبلع القط أو يزعق
بقوة فيُطاع.. كنت كلما زعقت أتلقى صفعة تذكرني بأنهم الأقوى، ويكتمل الفيلم على نفس الوتيرة.. ومع بدء كل حلم ينتهي العرض ويتصدر المشهد لافتة"The end" .

هناك تعليقان (2):