هنا مدخل إلى ينبوع الروح.. لا يمرر غير من تقبل الاختلاف

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

عن رجل افتراضي غير قابل للنسيان




هل تعرف كم مرة قصصت شعري لأتخلص منك؟ أي لون طلاء أظافر سيخفيك تحته؟ هل يتوجّب عليّ لبس الكعب العالي لأبدو غير مبالية؟ هكذا تنزلق فقراتي واحدة بعد الأخرى.. أنزلق إلى أعمق ما فيك، ولا آخر لك...
بسذاجة الأطفال انتظرت هدية الأقدار بينما كنت ترسم سبيلاً للخلاص.
أنا متعبة بك وبدونك
(كل ما أحقق حلم حلمته معاك أفتكر إني كدة خلاص هقدر أبعِد، ألاقي حلم تاني بيساومني على أقراص الدوا).
مع آخر هدية أتيت لك بها فككت الشريط الأحمر من عليها ولففته على رأسي لتهديني لآخر لن أكون له.. فقط سأدفنك لديه وأرحل..
أنت تغلّف مشاعري لتكون لرجل لا يخصني.. ربما يخص أخرى أحبته وخذلها.
(عارف إن انت الراجل الوحيد اللي أخد من وقتي وتفكيري ولفي ف الشوارع عشان أجيبلك هدية تبهجك ولو ساعة؟!).
لم أقصد أبدًا البحث عنك؛ كنت أبحث عن أمان أوقن أنه لدى أحدهم..
الكون ليس بالمكان الآمن؛ البيت مهدد بالسقوط، والموت يحوم بين المحبين، والعمل قادر على خلق وجه جديد لي، حتى الشارع أمشي فيه دون حيّزٍ آمن.. ولمّا أتيتك أهديتني خوفًا جديدًا.. عرفت أني كنت أفتّش عن الأمان داخل العرين.
(حكيتلك يوم ما اتعرّضت لحادثة تحرّش؟! أنا ماكنتش محتاجة مساعدة من حد، أنا بس كنت عاوزة أحس انك جنبي وتقولي ماتسيبيش حقك).
كلانا الآن خائف تمامًا، من أصغر الأمور.. أنت خائف حتى من لقاء رفاقي؛ سيروون لك عن ضيق القوقعة التي حبستني عنهم داخلها.. سيروون لك عن حجم خذلانهم لاختياري الذي انتظروه طويلاً..
أنا هشّةُ جدًا وأثقل من أن أتكئ عليَّ
أتدرك معنى أن أكون لآخر؟!
سأكون ببيته كل مساء، وسيراني في أشكال لم ترني فيها حتى المرآة.. وحده سيعرف طول شعري الجاف وطوله مبتلاً، وسأحرص على رضائه قبل أن ينام وأكوي له ملابسه.. سأطلب منه المال والأحاسيس الجديدة والدواء.. ومشاهدة الأفلام التي تعجبني.. سيدعني أصنع له وريثه..
وربما في ليلة رأس السنة يأتيني بثوب أحمر فاضح.. هل تتقبل الأمر؟! نعم؟!
هل تعرف أني سألمّع له أحذيته وأشتري له بُرْنُس الحمّام وأنظف له السمك؟
هل تفهم الآن؟ لا زلت تتقبل الأمر؟!
ماذا يكون ما بيننا إذن؟ أم أن خللاً ما تطلب أن يصيب طبيعتنا الإنسانية؟!
أنا أشتاق إلى نسيانك قدر اشتياقي إلى قُبْلتنا الأولى
لم أنسَ أنك من رمى الحجر الأول في ماء قلبي الراكد..
لم أنسَ أنك من بدأ بالأسئلة التي كانت دينامو الروح ووقود الأمل..
وأنك من بدأ برسم الأطر الأولى للحنين ورمى أساس الـ"حدوتة"..
ودون وعي وضعتني على فوّهة البركان.. ورحلت.
وفي صخب دنياك الجديدة لم تستمع للكسورات التي خلّفتها وراءك.
(امبارح حلمت إن بنت صغيرة تشبه الأرض ولدت مولود في حجم الفار، وكان مشوّه، وخبيّناه عن الناس).
كيف هو جنين قصتنا؟!
!!!!!!!!!!!
أنا أستجدي الغياب
وأستجدي الأشياء لتمنحني شيئًا من حِضنك
الغياب موجع كموت الخيال..
أو كانتظار الموت كملاذ أخير أعرف أنه لن يكون النهاية..

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

اهو رغي

مع نغمة "خليتني أخاف لما بحس بخطوتك وخداك بعيد" تتساقط دمعات تترك آثارها حفرًا على جدار الروح.
البسمة الصفراء توجع الوجه.. يقولون "الوجه عنوان الروح".. بعضهم احترف اللعب بالوجوه (فوتوشوب) حاولت تعلم ذلك، لعبت بالصوت.. بالحركات.. بالوجه ربما، لكن روحي تنشع على ملامح وجهي تفضح جروحها..
أشعر بالحرج.. أختبئ..
التي تعرفني قالت لي لن تتمكني من التمثيل.. الغرباء يرونني مصطنعة.. أنا كاذبة.. نعم أنا كاذبة
ما هو الكذب؟ الكذب هو إخفاء الروح داخل الجيوب، مع الفلوس.
يقولون: "ما يعيبش الراجل غير جيبه".. دخلت كثيرًا من الجيوب، لكني كنت أقع منها، كل الجيوب مرقعة.. الجيوب لا تنفذ إلى الروح.
أعشق الأرواح؛ أنا عفريتة.. ربما، لكني أمقت الجيوب.
أحب ارتداء الماركات العالمية وأجلس بها على المقاهي المتواضعة.
أنا متناقضة، ربما.. لكني أكره الأماكن الفخمة.
تلك التي تعرفني وتعرف أني لا أجيد التمثيل أسقطتني أيضًا من جيبها، حاولت أن تلملمني بين ثنايا روحها، لكن السقطة كسرت شيئًا ما بي.
يقولون إن الكتابة تسرِّب أشباح الوجع؛ كتبت حتى الآن عشرين سطرًا، فاجتمعت حولي الأشباح تستأنس بكتاباتي، إذن لست عفريتة.. أنا دجالة، والدجالون لا يتقنون الحب.. لكنهم فنانون بالفطرة.
الأحباب يتناقصون..
بعضهم سقط من ثقوب جيبي، وآخرون سقطت من ثقوب روحهم.
أنا أيضًا مرقعة الجيوب، لكني أراني سليمة الوجدان.
لكني أراني سليمة...
لكني أراني.. وهذا يكفي..