هنا مدخل إلى ينبوع الروح.. لا يمرر غير من تقبل الاختلاف

الخميس، 10 يوليو 2014

الزوايا

من خلف القفص أنظر إليها، ألامس مربعاته واحدة واحدة، أشك أني فوّت أحدهم فأعاود الكَرّة، أحاول الوصول إليها وملامستها، أخاطبها بصوت مسموع ودمع يبدو للمتأمل في عيني: "مش ذنبي والله! عارفة إنك مش هتفهميني، بس هتحسي بيّ".

أخبرني النادل أن المكان لا يسمح باصطحاب الحيوانات الأليفة، فوجب ترك القطة داخل القفص. أكملت القهوة ودفعت الحساب.

أمي كثيرًا ما تنهرني لأن الشوارع لا تحضن البنات، وأن العاشرة موعد متأخر للمشي في الشارع وحدي.

أخرج القطة من القفص فتتكوم في ركن الحجرة البعيد. وأغلق باب حجرتي لأنعزل عن البيت.

تتمتم أمي بكلمات لا تصل لأذني لكني اعتدتها بعد كل خلاف.

قائمة الأسماء لا أجد فيها من يمكن لقلبي الوصول إليه، باستثناء رقم واحد.. غير متاح.

ولما ينفتح الهاتف أجد صوتك على غير العادة، تداعبني كثيرًا من بين ذرات الأثير، وتحاول وتعيد.
تكرر كلماتك.. لكني أتساءل مع نفسي لِمَ تركتني وحدي بين كل هذا الحطام.

أسمعك -دون أن تتكلم- وأنت تتساءل أين هو حطامك المزعوم. لا أعرف كيف أحكيه، دائمًا أظنك تعيشه حتى وإن لم يُحكَ.

تخرج عن الموضوع وتتكلم في أمور لا أفهمها، كلمة عن البيت وأخرى العمل ثم الزحام والمال والحر، فيتكوم كل منا في زاوية من زوايا الحوار، وينام.