هنا مدخل إلى ينبوع الروح.. لا يمرر غير من تقبل الاختلاف

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

مع الآيات


بالأمس كنا هنا.. كنت مثقلة بغبار الأمل الساذج وبعض هداياه..
الليلة أنا هنا وحدي، عارية وخفيفة حد التخبط مع كل نسمة..
ليس معي سواكِ يا آية..
ومعي رجل يشبهه في كل تفاصيله، أرافقه فقط لأنه يشبهه.. أبحث عنه فيه، فيخبرني أنه لم يعد هنا.
آية تقول لي ربما لم يكن موجودًا أصلاً..
لا أرغب في تصديق أنه كان وهمًا خططته بيدي، كيتيم رسم أمًا على الحائط وحضنها.
أنا مرهقة جدًا يا آية..
أخبريه أن الأخرى التي تلامسه دون استراق تأتيني في المنامات، تتبسّم لي بوداعة وتقول إنها مع اكتمال القمر تستذأب.. 
كيف أخبره أني لا أريد لبدره التمام؟! أنا لا أجرؤ على إخباره، لا أجرؤ أن أقول له بأن همومه لم تعد تشفع له عندي؛ خشيت أن أقول فيرحل ولا يهديني الأغنية ولا يقبلني بمحاذاة البحر..
أن تنحصر أحلامي في أغنية مهداة وقبلة ولحظات مع البحر، فأنا أتجوف جدًا يا آية.
لقد خذلتك في اختياري الذي انتظرتيه طويلاً.. أرغب في تقديم اعتذار يليق بكِ، ولا أقدر.
أخبريه يا آية كيف أنضح به وأنا معك.. حدثيه عن اتساع الحفر التي خلفتها خطواته الراحلة، وعن قلب مشوّه وأصداء أغنيات كنت قد رتبتها لقائمة الزفاف، عن صلوات أقمتها لأستجديه من القدر ولم تُجَب..
ربما إذا عرف فهم معنى بحيرة الدمع التي تغرقه كلما التقينا.. ربما يعرف معنى احتراقي المتكرر دون سبب، فيعذرني.
يا آية.. أخبريه الحقيقة.. أخبريه أني ميتة، وردّي إليه ما ترك، فكلمة حب (كثيرًا ما استجديتها) وشيء من ندمه، وصورة لنا معًا، أمور- على عظمتها- لن تجبر قلبًا كسره الهجر..
فقط كسورات جديدة ستنسيني إياه؛ أنا أبحث في أوجاعِك علّي أنساه.
يا آية أخرجيني منه ربما أبدأني من جديد، أو حتى أرقص بمحاذاة الأمل.
..........
وعسى بذلك أمنحه فرصة ليحييني من جديد..

لا فائدة.. فأنا أتعطش إلى الخلاص قدر تعطشي إلى الوصول إليه.